حبيبتي آسفة أني تأخرت عليك..
ترى ماذا فعلت صديقتك الآن؟ ألا زالت بنفس مشكلتها أم تصرفت بشكل ما؟
دعينا نحدد المشكلة معاً بنقاط واضحة لنتمكن من حلها:
ــ صديقتك تحب أن تكون مع صديقاتها وتخشى الانتقال لجو جديد أليس كذلك؟
ــ والدها يرفض رغبتها، وهي لا تستطيع اقناعه رغم أنها أقنعت أمها أو أن أمها مقتنعة معها..
حسناً اسأليها:
ــ هل سبب رفضها للمدرسة الخاصة التي اختارها والدها فقط هو أن صديقاتها ليسوا معها؟
ــ وهل السبب الذي يريد والدها نقلها لأجله هو فقط لتكون مع بنات خالتها؟
ألا يمكن أن تكون المدرسة الأخرى التي اختارها والدها لها مميزات أكثر بنظره، أو يكون مثلا غير معجب بالمدرسة الحكومية التي ترغب هي بها؟
أخبريها أننا حتى نجعل الآخرين يسمعوننا ويفهمون مشاعرنا، فإننا نحتاج أيضا أن نفهمهم.. تسأل أبوها عما تعتقده هي السبب الذي يصر بسببه كأن تقول له: أنت ترى أن بنات خالتي أخلاقهم أفضل وأنني سأكون هناك مجدة أكثر بصحبتهن؟ تسمع منه وجهة نظره (لو كان من النوع الذي يتحدث ويحاور) وتفكر بها، ربما يكون معه حق.. ولو كانت ترى شيئا مختلفا يمكنها أن تخبره به أيضاً ليفكر به.
ممكن أن تساعدها والدتها على الفهم أكثر والتواصل مع والدها أيضاً..
لكن المهم أن تثق أننا أحيانا كثيرة نتضايق من أمور بالبداية ثم نكتشف أنها كانت لصالحنا!
لذلك تتعلم كيف تصلي الاستخارة، وتدعو الله وتثق أنه سيختار لها الخير، وقد يتغير رأي والدها فجأة لو لم يكن خيرا لها.. المهم بالنهاية أنها لو استخارت فكأنها توكل أمرها لقوة أكبر حتى من والدها، والله وحده هو الذي يعرف الغيب وأين مكمن الخير لها.
إذن عليها أن:
ــ تسمع من والدها وتفهم وجهة نظره..
ــ تفكر بها، وتبذل جهدها بأن تخطط بشكل جيد، فلا تكون عاطفتها لصديقاتها السبب الوحيد الذي يعيقها.. وتوصل وجهة نظرها لوالدها ووالدتها ليساعدوها.
ــ خلال كل ذلك تستخير وتثق أنه بالنهاية لن يكون إلا ما فيه خير لها بإذن الله.
وأنت وصديقاتك ساعدوها لتكون مسترخية، بأن تخبروها أنكم ستبقون صديقات حتى لو تغيرت مدرستها، ويمكنكم التواصل وتشجيع بعضكم حتى لو لم يجمعكم فصل واحد.. فهكذا هي الصداقة الحقيقية لا يشترط بها أن نكون معاً دوماً، لكن المهم أن نحب بعضنا وأن نسعى لنكون أفضل وأسعد بإذن الله.
أخبريها أيضا أن لها صديقة رائعة تهتم بمشكلتها وتبحث لها عن الحلول بجدية، وهذا دليل صداقة بالفعل.. وفقكن الله جميعا وجعلكن من الصالحات دوماً.